فصل: سورة الكوثر

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير السعدي المسمى بـ «تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان» **


 تفسير سورة الكوثر

وهي مكية

‏[‏1 ـ 3‏]‏ ‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ‏{‏إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ‏}‏

يقول الله تعالى لنبيه محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ممتنا عليه‏:‏ ‏{‏إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ‏}‏ أي‏:‏ الخير الكثير، والفضل الغزير، الذي من جملته، ما يعطيه الله لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم القيامة، من النهر الذي يقال له ‏{‏الكوثر‏}‏ ومن الحوض طوله شهر، وعرضه شهر، ماؤه أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، آنيته كنجوم السماء في كثرتها واستنارتها، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدًا‏.‏

ولما ذكر منته عليه، أمره بشكرها فقال‏:‏ ‏{‏فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَر‏}‏ خص هاتين العبادتين بالذكر، لأنهما من أفضل العبادات وأجل القربات‏.‏

ولأن الصلاة تتضمن الخضوع ‏[‏في‏]‏ القلب والجوارح لله، وتنقلها في أنواع العبودية، وفي النحر تقرب إلى الله بأفضل ما عند العبد من النحائر، وإخراج للمال الذي جبلت النفوس على محبته والشح به‏.‏

‏{‏إِنَّ شَانِئَكَ‏}‏ أي‏:‏ مبغضك وذامك ومنتقصك ‏{‏هُوَ الْأَبْتَرُ‏}‏ أي‏:‏ المقطوع من كل خير، مقطوع العمل، مقطوع الذكر‏.‏

وأما محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهو الكامل حقًا، الذي له الكمال الممكن في حق المخلوق، من رفع الذكر، وكثرة الأنصار، والأتباع ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏.‏